ادري أنه ليس زمن الشعر يامعالي الوزير – أمل الجبوري Amal Poetry Day – Amal Al-Jubouri

 

” أدري أنه ليس زمن الشعر،

ولكن ماذا افعل ..

والدم يتفجر من فمي مع الكلمات

عذرك أيها الرومي

انه الفم .. فوهة الجحيم ” *

أيام ويحتفل العالم بدستوره الحقيقي وبمشرعيه الذين كادوا أن يكونوا رواد التغيير وقادة هذا الحلم، إنهم الشعراء، انه الشعر.

  لكن الشعر في عيده  يتيم في بلده الأصلي ، العراق الذي أنجبت أرضه أول قصيدة للشعر في العالم كله  كتبتها  امرأة ، هي انخدوانا ابنة سرجون الاكدي .

 

الشعر يبحث في هذا اليوم  عن  شرعيته وسط هذا الخرق الكبير الذي تعرض له ، من حروب وطغاة وفراق أحبة وآلام شتات  تعدت حدود اللغات في هذا العراق ، وجلس الشعر يهجّر مرة  إلى خانة السياسة ومرة إلى  تهم  التخوين و  الجلادين  ولكن الجميع نسوا أن  الشعر هو المقدس ، هو  وجه الله بشكل اللغة .

 رياح العواصم  عصفت  به وبقبيلته وهو الذي  كان يحلم أن يجمع ما تناسل  منه وما تبلبل من لغاته في مكان ولادته الأولى في هذا العراق الذي هو اليوم ابعد ما يكون  عن التفكير بالشعر،  وحتى  أكون أكثر وضوحا غير قابلة للتأويل الخبيث   ،  فان سبب ذلك يعود إلى    هذا الركام من المصائب   حتى غدت القصيدة  اقرب الى  الإكسسوارات والكماليات منها إلى الحياة  .

 الشعر كنز الإبداعات كلها  ولكنه مبتلى  بوزارة كرست نمطا تقليديا  يختزل الشعر بالاحتفال والمنبر والخطابة فقط ضمن جو بيروقراطي لا يتيح للأفكار أي مناخ للتبلور والعطاء .

   الشعر سيخرج هو الآخر في تظاهرة مطالبا بحقه  في عودته إلى بلدته وأرضه ، جامعا العالم الشعري بمختلف لغاته هنا على ارض الكلمة والتاريخ ارض الرافدين ، هي فكرة مضى على الشروع  بها ووضع مخططها  الأساسي  عامين اثنين وهي مشروع المتحف الشعري الأول في العالم الذي عملت عليه شخصيات مهمة في  ألمانيا مثل شاعر ألمانيا الأكبر هانس ماغنوس انتنسبيرغر الذي ساهم بتصميم واختراع النافورة الشعرية خصيصا لهذا المشروع الذي لم ير النور بسبب مزاجية أصحاب القرار وانشغالهم  وكذلك النظرة الدونية للشعر وللشعراء في بلدنا الذي هو الأب الشرعي  لشكل القصيدة ونسيجها  وهذه مفارقة مؤلمة وقاسية لقامة القصيدة .

كنا نقول إن الشعر قادر على تهذيب الأنفس من كل ما علق بها من أدران  السياسية  ومن مخلفات الحروب العقيمة وكذلك قوة الشعر  تكمن  في انه يظل مفتاحا سحريا للأمل وللحلم.

إذا فهل من حق الشعراء العراقيين وهم يتهيأ ون للاحتفال بيوم الشعر العالمي، أن يضعوا

  هذا المشروع أمام لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان العراقي علها تفرد له حيزا من الجدية والتبني ، ونتمنى أن تخصص  واحدة من القصور الرئاسية    لمقام الشعر الذي هو أعلى شأنا من  كل المخلوقات الطارئة ،  الشعر  صبر طويلا على ظلم الدستور له في عدم إشراك مبدعيه في خلق  وقيادة  العراق لجديد .

    والشعر قد وعد مبدعيه بأنه لن ينتظر طويلا هذه المرة أمام باب البرلمان مثلما انتظر من قبل   أمام باب وزراء الثقافة، فساحة التحرير مشرعة يديها لاحتضان قصائد الحرية وإقرار تأسيس المتحف الشعري الأول والوحيد في العالم ومكانه العراق.

وإلا فان لعنة الشعراء هي لعنة موت الخلفاء في ارض غريبة

فلا تضيعوا مفاتيح الحل لعراق جميل،

لأن لله كنوزا على هذه الأرض، مفاتيحها السنة الشعراء “

*مدخل من ديوان” اعتقيني أيتها الكلمات ” عام 1994

 

 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *